جائزة الأميرة صيتة ودعم العمل الاجتماعي
جائزة الأميرة صيتة ودعم العمل الاجتماعي
تغريد إبراهيم الطاسان
لطالما اعتبر العمل الاجتماعي رافداً أساسياً من روافد التنمية الوطنية وعلامةً فارقةً في رقي الشعوب وحضارتها، حيث كان ومازال يحظى باهتمام ودعم كبير من قادة بلادنا، بدءاً من عهد المؤسس الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، وما جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي إلا مثالٌ لهذا الدعم السخي، حيث تحظى هذه الجائزة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، الرئيس الفخري لها والذي أسسها وتابعها بوقته وجهده منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت واقعاً ملموساً، وهو ما ساهم بفضل الله في تمكين العمل الاجتماعي في بلادنا وجعله أحد المقومات الأساسية لتنميتها وازدهارها، فبات سمة بارزة من سمات أبنائها.
قبل أيام شاهدنا وتابعنا جميعاً إعلان مؤسسة الأميرة صيتة أسماء الفائزين بجوائز دورتها الحادية عشرة التي أحسنت الأمانة العامة صنعاً هذا العام بحرصها على أن تكون برامجها وموضوعات التنافس عليها متناغمة مع رؤية 2030 وتوجهات الدولة وذلك من خلال العنوان الذي حملته هذه الدورة والذي جاء بعنوان «الشراكات المجتمعية في تلبية الاحتياجات الإنسانية»، هادفاً إلى تحفيز وتشجيع رواد الأعمال الاجتماعية، انطلاقاً من رسالتها التي تنص على إبراز الإبداع في العمل الاجتماعي من خلال تقدير الداعمين المتميزين، وتشجيع المبادرات الفردية الهادفة للتمكين الاقتصادي والدمج الاجتماعي.
والحقيقة أن هذه الجائزة تمثل تأصيلاً لمنهج التميز في العمل الإنساني والخيري لأميرة طالما عُرفت بلقب أم الجود وأم المساكين، فقد جاء إنشاؤها تخليداً لذكرى الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز العطرة واستمراراً لنهجها الإنساني وتقديراً لما قامت به من أعمال خيرية رحمها الله حيث كانت ولأكثر من خمسين عاماً منبعاً للخير ومثالاً للجود، شملت بعطائها الصغير والكبير، الذكر والأنثى، القاصي والداني، كانت روحها تعكس الصفاء وحب الخير، وكانت تجد راحتها في مد يدها لمن يحتاج العون والمساعدة من أبناء الشعب السعودي الكريم في شتى مناطق البلاد.
ومنذ تأسيسها عام 1433هـ سخّرت الجائزة جهودها طوال الفترة الماضية في خدمة العمل الاجتماعي والتطوعي والإنساني، ودعمه وتحفيزه وتشجيعه، بما يتماشى مع تطلعات الوطن وقيادته، وذلك امتداداً لأهدافها ونشاطاتها، حتى أصبحت ركيزة مهمة في العمل الاجتماعي، فقد كانت الجائزة ومازالت حاضرةً في المشهد الاجتماعي وسباقة للنهوض بالواقع المجتمعي لتضع بصمتها الإيجابية، وتؤكد دورها الرائد ووقوفها ومساندتها التامة لتوجهات ومستهدفات الوطن، عبر خدمة وترسيخ مفهوم العمل الاجتماعي وتطويره وتعزيز قيمه، والارتقاء به عبر تشجيع وتحفيز وتكريم رواده.
ولا شك أن جهود مؤسسة جائزة الأميرة صيتة في تحفيز مؤسسات العمل الاجتماعي وما قدمته في مجال العمل الاجتماعي وتفاعلها مع الأحداث والمتغيرات التي يشهدها العالم هو شاهد على نجاحاتها وسبب مهم في استمرار عطائها الوطني الكبير، ولا يسعني وسط كل هذه الإنجازات التي لا تعد ولا تحصى إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير لكافة القائمين على الجائزة الغالية التي نأمل بإذن الله تعالى أن تواصل جهودها في تنمية ودعم العمل الاجتماعي في كافة مناطق المملكة وإذكاء روح التنافس بين رواد العمل الاجتماعي، وتبني ما يطرحه المتنافسون من أفكار ومبادرات ومشاريع تسهم في تطوير أدوات العمل الاجتماعي والإنساني والخيري من أجل خدمة وطننا الذي يستحق منا الكثير، بما ينعكس على تماسك نسيجه المجتمعي وتعزيز تلاحمه الوطني، في ظل قيادة رشيدة تقوده للأمام والصدارة دائماً.
لا تعليق